يستعد نادي برشلونة لإجراء مجموعة من التغييرات العميقة والجذرية في هيكله خلال الصيف المقبل، حيث يسعى جاهداً لتجديد صفوفه استعدادًا للموسم القادم. هذه التغيرات لن تقتصر فقط على التعاقدات الجديدة أو رحيل بعض اللاعبين، بل ستطال أيضًا العديد من الجوانب الداخلية للنادي. ومع هذه الخطوة الاستراتيجية، يبدو أن برشلونة يعتزم إحداث تطورات كبيرة وجذرية على مختلف المستويات مع بداية الموسم الجديد.
واحدة من أبرز المجالات التي ستشملها هذه التحولات هي موقع حراسة المرمى داخل الفريق. لفترة طويلة، لطالما كان الحارس الألماني مارك-أندريه تير شتيغن الخيار الأساسي بلا منازع في حراسة المرمى، لكن هذا الواقع قد يُعاد النظر فيه مع انطلاق الموسم المقبل. وصول الحارس الإسباني الشاب خوان غارسيا إلى برشلونة يعكس رغبة واضحة لدى الإدارة في أن يكون له دور محوري ضمن التشكيلة الأساسية، مما يشير إلى تحول محتمل في ترتيب أولويات النادي.
تير شتيغن، الذي يُعتبر أحد الأعمدة الأساسية للفريق منذ سنوات، قد يجد نفسه في موقف صعب هذا الموسم. بالإضافة إلى احتمالية فقدانه لمكانه كالحارس الأول في الفريق، تشير التقارير إلى أن تغييرات قد تطرأ على أرقام قمصان اللاعبين ضمن التشكيلة. ووفقًا لما ورد في صحيفة موندو ديبورتيفو، فإن التعاقد مع غارسيا قد يؤدي بالنادي إلى منح القميص رقم “1”، الذي كان يُرتدى بحصرية من قبل تير شتيغن، للحارس الجديد كجزء من عملية إعادة الهيكلة.
رحيل الحارس الاحتياطي إيناكي بينا عن صفوف الفريق سيخلّف الرقم “13” شاغراً. وقد رجّحت تقارير إدارية بأن هذا الرقم قد يُتاح لكل من فويتشيك تشيزني أو يبقى مع تير شتيغن. أما بالنسبة لغارسيا، وبالنظر إلى مركزه المتوقع في التشكيلة، فإنه من المحتمل جداً أن يحصل على القميص رقم “1”، ما يشكل إشارة مهمة إلى دوره المستقبلي ومكانته القادمة.
مثل هذه الخطوة تمثل أكثر من مجرد تغيير رقمي؛ إنها تعكس رسالة قوية من إدارة النادي بشأن توجهاتها المستقبلية. فهي لا تُشير فقط إلى استبدال تير شتيغن كحارس أساسي للفريق، بل تحمل معها رسالة رمزية تجريد الحارس الألماني من أحد أهم ممتلكاته الشخصية داخل برشلونة، وهو الرقم الذي ارتبط به طوال مسيرته في النادي. بالنسبة للكثير من الجماهير والمتابعين، قد يعتبرون هذه الخطوة جرأة كبيرة تحمل في طياتها إحساساً بالإعلان عن حقبة جديدة.
في نهاية المطاف، يبقى القرار في يد برشلونة، سواء قرروا المضي قدمًا بهذه الخطوة الكبيرة أو مراجعتها بناءً على حسابات أكثر عمقًا. فضلاً عن ذلك، يشهد الفريق نقلة أخرى مع تغيير الرقم الأسطوري “10”، الذي أصبح علامة رمزية للفريق عبر سنوات طويلة والذي يرتديه حالياً النجم الصاعد لامين يامال، لينطلق نحو رحلة جديدة تحت راية هذا الرقم التاريخي. كل هذه التحولات تبعث برسالة واضحة: النادي يفتح صفحة جديدة ويستعد لإعادة صياغة هويته وفق رؤية جديدة وشاملة للمستقبل.