في مقابلة حديثة، ألقى توني كروس، أحد أبرز أساطير ريال مدريد، الضوء على المشكلة الكبرى التي يعاني منها الفريق حاليًا، وهي غياب التعاون الدفاعي بين اللاعبين على أرض الملعب. هذا القصور التكتيكي يؤثر بشكل ملحوظ على الأداء الجماعي للفريق ويحد من قدرته على استعادة الكرة بفاعلية في المواجهات الحاسمة.
وخلال تقديمه نصائح قيّمة للاعبين الشباب، شدد كروس على أهمية التحرك ككتلة واحدة في الدفاع. وأوضح أن هذا النوع من التناغم الدفاعي لا يقتصر دوره فقط على حماية المرمى، بل يسهم بشكل مباشر في تعزيز قوة الفريق الجماعية، حيث يمكنه استرداد الكرة بطاقة أعلى وكفاءة أكبر. هذه الأفكار ليست مجرد رؤى نظرية بل هي جزء أساسي من فلسفته كلاعب الخبرة.
وفي تحول لافت داخل ريال مدريد، يبدو أن فلورنتينو بيريز وإدارته قد أدركوا أخيرًا ضرورة معالجة التراخي الواضح في الجوانب الدفاعية للفريق. هذا الفهم العميق دفع الإدارة إلى منح المدرب الجديد تشابي ألونسو سلطات مطلقة للتحكم في تشكيلة الفريق وإحداث تغييرات حيوية في النهج التكتيكي.
وفقًا لتقارير نشرتها صحيفة “سبورت” الإسبانية، اتخذ ألونسو خطوات جريئة منذ توليه المهمة، حيث تبنى سياسة حازمة تمنع أي نوع من المحاباة أو الامتيازات الخاصة لأي لاعب مهما كان اسمه أو مكانته. تعتمد فلسفة ألونسو كليًا على الأداء الفعلي للاعبين خلال التدريبات، مما يعني أن كل لاعب يجب أن يثبت استحقاقه لمكانه في التشكيلة الأساسية بناءً على مجهوداته وجهوده المتواصلة.
ومن بين أبرز الأسماء التي تتوجه الأنظار إليها في ظل هذا النهج الجديد كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، وهما يعتبران من الأعمدة الأساسية للفريق. ومع ذلك، يعاني اللاعبان من مشاكل تتعلق بضعف الانضباط الدفاعي، وهو ما أثّر بشكل ملحوظ على الأداء الجماعي للفريق وأدى إلى بروز بعض الثغرات التي استغلها الخصوم في المباريات السابقة.
اللافت في هذه المرحلة الجديدة هو أن ألونسو لا يتردد في اتخاذ قرارات قد تبدو غير متوقعة، إذ يصبح من الممكن رؤية أحد نجمي الفريق أو كلاهما يجلس على دكة الاحتياط إن لم يلتزما بتنفيذ المهام الدفاعية كما هو مطلوب. هذه الرسالة الصارمة تعكس بوضوح رؤية ألونسو لعصر جديد داخل النادي، حيث لا مكان للاعبين الذين يعتمدون فقط على أسمائهم دون تقديم ما يحتاجه الفريق لتحقيق النجاح.
هذا التغيير يشير إلى نهاية حقبة طويلة شهدت فيها أجزاء من النادي هيمنة التسلسل الهرمي والتفضيلات الفردية. وتشابي ألونسو يظهر الآن كقائد قوي يقود مرحلة تجديد جذرية تهدف إلى إعادة بناء الفريق وفق قواعد جديدة تتمحور حول الانضباط والعمل الجماعي.
الموسم المقبل ينتظر بترقب شديد وسط احتمالات رؤية تغييرات واسعة داخل صفوف الفريق. قد يجد بعض الأسماء الكبيرة أنفسهم خارج التشكيلة إذا لم يتمكنوا من مواكبة متطلبات العمل الجماعي والانضباط الذي يسعى ألونسو لترسيخه.
وقد عزز مجلس إدارة ريال مدريد ثقتهم الكاملة في ألونسو خلال هذه المرحلة، حيث أظهرت الأسابيع الأولى من قيادته مؤشرات إيجابية تلمح إلى القدرة على تحقيق تغيير فعلي. بفضل الدعم الإداري الكبير والصلاحيات الموسعة، يستطيع ألونسو اتخاذ قرارات حاسمة تهدف إلى إعادة الفريق إلى مسار النجاح وإعادة ترسيخ هيبته على الساحات المحلية والدولية.