بينما سلطت الصحف الضوء بعد فوز ريال مدريد بنتيجة 2-1 على مايوركا على أداء أردا جولر وفينيسيوس جونيور، كانت هناك شخصية أخرى تركت بصمتها الحاسمة بالمثل – ألفارو كاريراس.
الظهير الشاب أثبت أهميته في ملعب سانتياغو برنابيو خلال مباراة تطلبت القوة والشجاعة، ليبرهن أمام آلاف المشجعين سبب دفع ريال مدريد 50 مليون يورو من أجل ضمه هذا الصيف.
منذ انتقاله من بنفيكا، حجز كاريراس مكانًا أساسيًا في تشكيلة الفريق في الدوري الإسباني، حيث شارك في جميع المباريات المتاحة حتى الآن ولعب 270 دقيقة كاملة. وعلى الرغم من أنه لاعب جديد لم يكن بحاجة إلى وقت طويل للتكيف، إلا أن مستواه ظل ثابتًا في كل لقاء.
في مواجهة مايوركا، تألق أداء كاريراس دفاعيًا وهجوميًا، حيث لم يقتصر دوره على التصدي للهجمات بل ساهم بشكل مباشر في صناعة الأهداف. وكانت تمريرته الدقيقة إلى دين هويسن وراء هدف التعادل لريال مدريد، إذ نجح هويسن بتمديد الكرة برأسه داخل منطقة الجزاء، لينهيها جولر في الشباك بهدوء.
عندما تقدم ريال مدريد بنتيجة 2-1، عاد كاريراس للظهور مرة أخرى بمساهمة حاسمة. ففي الدقيقة 66، تصدى ببراعة لتسديدة قوية من سامو كوستا، مهدئًا التوتر في أجواء سانتياغو برنابيو. لم يتردد الظهير الأيسر في استغلال مركزه لصالح الفريق، حيث تحول انضمامه الذي بدا مخاطرة في البداية إلى أحد أفضل قرارات النادي في سوق الانتقالات.
الإحصائيات تؤكد أثره الكبير أيضًا، حيث قام بصناعة ست تمريرات حاسمة في أول ثلاث مباريات فقط في الدوري. وازدادت أهمية الجانب الأيسر بالنسبة لهجوم ريال مدريد، إذ يشكل الآن مصدر 42.3% من اللعب الهجومي للفريق.
أداء كاريراس كان له انعكاسات مباشرة على باقي اللاعبين في مركزه. فران غارسيا، الذي أظهر قدراته في كأس العالم للأندية، لم يُشارك منذ بداية الموسم الحالي، بينما لا يزال فيرلاند ميندي يعاني من الإصابة. بعد ثلاث مباريات فقط، أصبح كاريراس الخيار الأول بلا منازع للمدرب تشابي ألونسو، مثبتًا أن إنفاق الـ50 مليون يورو عليه كان قرارًا ذكيًا ومثمرًا.