وصل مهاجم مانشستر يونايتد، راسموس هوجلوند، إلى الأراضي الإيطالية تمهيدًا لاستكمال الفحص الطبي، وذلك قبل الإعلان الرسمي عن انتقاله إلى صفوف نابولي على سبيل الإعارة. هذه الصفقة تبدو أنها تحمل ملامح النجاح لجميع الأطراف المعنية بها، نظرًا لطبيعة الظروف المحيطة بكل من اللاعب والناديين.
بعد أداء ملفت للنظر خلال موسمه الأول مع مانشستر يونايتد، شهد المستوى الفني لهوجلوند انحدارًا كبيرًا في الموسم الماضي. إذ اقتصرت حصيلة الدنماركي الدولي على أربعة أهداف فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز، مما أثار موجة من التساؤلات حول قدرته الحقيقية. بجانب تراجع معدله التهديفي، كان أداؤه العام مخيبًا للآمال، وأصبح من الواضح أنه فقد جزءًا كبيرًا من الثقة بين زملائه في الفريق، حيث لم يكن الخيار المفضل لهم لتلقي الكرة خلال المباريات.
ورغم التراجع الواضح في المستوى، أصر المدير الفني روبن أموريم على الاعتماد على هوجلوند في الخط الأمامي خلال الأشهر الأخيرة من الموسم الماضي الذي كان مليئًا بالإحباطات بالنسبة للشياطين الحمر. لكن خلف ذلك القرار تكمن أسبابٌ مثل غياب البديل المثالي بسبب إصابة جوشوا زيركزي، إلى جانب عدم تسجيل اللاعب الشاب الواعد تشيدو أوبي في قائمة الفريق للمشاركة في الدوري الأوروبي، وهو البطولة التي كانت تحظى بالأهمية الأكبر بالنسبة ليونايتد في تلك الفترة.
حافظ هوجلوند على مكانه الأساسي في التشكيلة خلال جولة الإعداد للموسم الجديد ضمن الولايات المتحدة الصيف الماضي. إلا أن وصول بنيامين سيسكو من فريق آر بي لايبزيج، وهو مهاجم يمتلك نفس العمر والمهارات، سرعان ما قلّص فرص الدنماركي في اللعب، لينتهي به الحال على مقاعد المدرجات، بينما أكد أموريم بشكل واضح أنه لم يعد جزءًا رئيسيًا من خطط الفريق.
بعدما أبدى اللاعب في البداية رغبته بالبقاء والقتال على مركزه داخل أولد ترافورد، جاءت الأيام الأخيرة من سوق الانتقالات الصيفية لتدفعه لإعادة النظر في مستقبله وفتح المجال أمام خيار الرحيل. نابولي، الذي يعاني من تداعيات إصابة مهاجمه الأساسي روميلو لوكاكو لفترة طويلة، استغل الفرصة بسرعة ليبرم صفقة إعارة مع مانشستر يونايتد. وبحسب تصريحات فابريزيو رومانو، سيدفع النادي الإيطالي مبلغ 6 ملايين يورو كرسوم إعارة مع خيار شراء بقيمة 44 مليون يورو. هذا الخيار يمكن أن يتحول إلى إلزامي تحت شروط معينة.
صفقة كهذه تمثل منفعة متبادلة لجميع الأطراف؛ فمانشستر يونايتد يتخلى عن لاعب لم يعد لديه مكان في الفريق تحت قيادة أموريم، مما يتيح للنادي فرصة لتعزيز ميزانيته الصيف المقبل. نابولي من جهته يحصل على مهاجم يحتاج إليه بشدة لتعويض فراغ لوكاكو وأيضًا للاستفادة من خبرته السابقة في الملاعب الإيطالية عندما كان لاعبًا في سيريا آ. أما بالنسبة لهوجلوند، فقد وجد لنفسه فرصة جديدة مع نادٍ ناجح يسعى للحفاظ على مكانته الأوروبية ومن المقرر أن ينافس على مستوى دوري أبطال أوروبا هذا الموسم تحت قيادة المدرب القدير أنطونيو كونتي، المعروف بقدرته على تحقيق أقصى استفادة من لاعبيه.
في هذه الخطوة، تجتمع المصلحة المشتركة للأطراف الثلاثة بشكل نادر في عالم كرة القدم لتنتج صفقة ذات أبعاد إيجابية شاملة.
شوهد هوجلوند اليوم وهو يصل إلى العاصمة الإيطالية روما لإجراء الفحص الطبي في عيادة “فيلا ستيوارت”، وهي منشأة طبية خاصة شهيرة تستخدم عادةً من قبل الأندية الرياضية لإتمام إجراءات انتقال اللاعبين. هذه اللحظة تمثل بداية رحلة جديدة للاعب الشاب مع أحد كبار الدوري الإيطالي.