كريستيانو رونالدو يُعتبر أحد أعظم أساطير ريال مدريد، وربما أعظمها على الإطلاق. خلال مسيرته مع الفريق، حقق جميع البطولات الممكنة، وكان رحيله بالنسبة لي شخصيًا من أصعب اللحظات على الإطلاق.
ترك رونالدو بصمة لا تُمحى في مدريد إلى حد أن الشائعات حول احتمالية عودته للنادي تتكرر تقريبًا كل صيف، رغم أنه لم يطلب ذلك أحد بشكل مباشر.
ما زال بعض المشجعين يحلمون بعودة رونالدو لمرة أخيرة، ومع أن هذه المشاعر مفهومة تمامًا، إلا أن هذه الطموحات غالبًا ما تكون بعيدة عن الواقع.
من أبرز المميزات في فترة تواجد رونالدو مع ريال مدريد هو التعاون الخارق الذي جمعه مع مارسيلو. الثنائي شكل تهديدًا رهيبًا لأعتى فرق أوروبا عبر الجبهة اليسرى، وكان ذلك جزءًا من نجاحهما الكبير.
مارسيلو، الذي لا يزال مرتبطًا بالنادي من خلال مشاركة ابنه في أكاديمية “لا فابريكا”، أثار مؤخرًا الجدل بعد الكشف عن فريق الأحلام الخاص به في كرة القدم الخماسية، حيث اختار قائمة غير متوقعة.
عندما سُئل عن أفضل خمسة لاعبين سيشكل بهم فريق كرة قدم داخل الصالات، اختار مارسيلو كلًا من: مانويل نوير، نفسه كظهير أيسر، لوكا مودريتش، توني كروس، وإيسكو.
رد فعل المذيع كان مليئًا بالدهشة، خاصة عند سماعه اختيار إيسكو واستبعاد كريستيانو رونالدو، حيث كان يتوقع أن يكون النجم البرتغالي حاضرًا بلا شك ضمن القائمة. وبمجرد أن طُلب منه توضيح السبب وراء عدم اختيار صديقه المقرب رونالدو، جاءت إجابة مارسيلو واضحة ومباشرة:
كرة القدم داخل الصالات مختلفة تمامًا، ولا أعتقد أن كريستيانو يرغب في لعبها.
رغم احتمالية أن يستفز هذا القرار بعض مشجعي رونالدو، إلا أنه يبدو منطقيًا للغاية بالنظر إلى طبيعة اللعبة ومتطلباتها الفنية.
اختيارات مارسيلو أظهرت تركيزه على المهارات المتعلقة بالإبداع وصناعة اللعب أكثر من مهارات تسجيل الأهداف التي تُميز رونالدو. بينما رونالدو يُبدع غالبًا على ملعب طبيعي بمساحات كبيرة تتيح له الانطلاق بسرعات عالية وإظهار قوته التهديفية، فإن كرة القدم الخماسية تقوم أساسًا على التحركات الذكية في مساحات ضيقة والتمرير الدقيق والاحتفاظ بالكرة.
في مثل هذه البيئات والمباريات، لا يُعد وجود مهاجم صريح ضرورة مُلحة؛ فالجميع قادرون على المساهمة في تسجيل الأهداف. وهنا يظهر الاختلاف بين أسلوب لعب رونالدو ومتطلبات كرة القدم الخماسية.